top of page

دور المساجد الساحلية

لم يكتف أجدادنا ببناء المساجد في الأحياء السكنية في داخل الجزيرة بل حرصوا على حمايتها من الأعداء فبنوا ما يزيد عن عشرين مسجداعلى طول سواحل
الجزيرة من جميع الجهات يرابط فيها العلماء والمجاهدون وأهل الإصلاح يحمونها من هجومات النصارى لأن الجزيرة تعرضت في القديم لعدة حملات صليبية تزيد عن إحدى عشرة غارة ضاقت جربة فيها أنواع النهبوالقتل والسلب والتخريب فكانت هذه المساجد تقوم بتعليم الأطفال العلوموتحفيظ القرآن وتقام فيها الصلوات الخمس وترابط فيها الجماعة ليلا يتهجدون ويسبحون ويقرأون القرآن ويتسامرون أما الأطفال الصغار فلهم دور عظيم يتعلمون القراءة والكتابة ويدربون على الرباط منذ صغرهم فإذا لاحظوا العدويهاجم الجزيرة أو يقترب من أرضها يرسلهم المؤدب ينشرون الخبر في جميعالأحياء فيهب الرجال آالأسود يحملون معهم السلاح والعتاد لخوض المعارك الدامية ضد العدو المهاجم فيكتسبون النصر ويستشهدون في سبيل حماية دينهم وأرضهم لأن الجزيرة لم تكن لها حامية تدافع عنها فسكان الجزيرةآلهم جنود متطوعون لحماية بلادهم أما إذا هاجمهم العدو ليلا فان المرابطينيستعدون للقتال في جميع الجهات وآانت وسيلة الاتصال بين المساجد التيعلى السواحل هي إشعال النار في إشارة بينهم على قدوم العدو فتهبجميع الجهات لنجدة هذه المساجد وكان العلماء يقومون بزيارتها ويتفقدون المرابطين ويمدونهم بالمال والعتاد ويقومون بإصلاحها ورعايتها وصيانتها وآانوالا يغفلون عن زيارتها في آل شهر واستمر العمل إلى القرن الحادي عشر.( في عهد الشيخ أبي زيد بن أبي نوح الصدغياني (القرن 11 ه/ 17 م) وعلق الشيخ سالم بن يعقوب عن دور المساجد بقوله: "وكان القصدمن هذه الزيارة لمساجد الشطوط خفر سواحل الجزيرة وقد بنيت تلك المساجد الساحلية قصد إقامة المرابطين لئلا يهاجمهم العدو فجأة وكثيرا مايهاجمهم ليلا، فأصبحوا أمام أمر واقع".يبلغ عدد هذه المراكز أكثر من خمسة وعشرين أكثرها مساجد لتأدية فريضة الصلاة فيها. وكان الغرض من زيارة العلماء لهذه المراكز تفقد الخفراء والمرابطين وتشجيعهم وكانوا يصلون في كل    مسجد ما شاءوا من النوافل ثم ينتقلون وهم على الدواب

© 2023 by SPRING COLLECTION. 

bottom of page