

مساجد جزيرة جربة
و علمائها
ولد الشيخ سعيد بن الحاج علي بن سعيد بن علي بن حمزة بن سعيد بن يونس بن يحي بن سعيد بن تعاريت سنة 1289 ه/ 1872 م بجربةحفظ القرآن بجامع بوليمان ثم سافر إلى تونس لمواصلة دراسته بجامعالزيتونة سنة 1306 ه/ 1889 م درس علوم اللغة والأصول والفقه والتاريخوالمنطق وغيرها من العلوم. آان الشيخ سعيد ذآيا مجتهدا آثير المطالعةجيّد الفهم فصيح اللسان قوي الحجة له شجاعة نادرة ومعلوماته حاضرة إذاناظر العلماء أفحمهم لسعة إطلاعه وقوة شخصيته تهابه العلماء. تخرج منجامع الزيتونة سنة 1312 ه/ 1894 م وفي سنة 1314 ه/ 1896 م سافر إلىجبل يفرن فدرس العلوم الفقهية والعقائد على الشيخ عبدالله الباروني فيمدرسته ثم سافر إلى ميزاب وأقام بها ثمانية أشهر فدرس التفسير والحديثعلى الشيخ أمحمد بن يوسف طفيش في مدينة بني يزقن وآان الشيخ سعيد يخصص دروسا في اللغة والبلاغة والصرف يحضرها تلاميذ القطبالصغار.عاد بن تعاريت بعد هذه الرحلة إلى جربة سنة 1317 ه/ 1899 ماشتغل بالإشهاد والتدريس في مسجد بوليمان وجامع القايد بصدغيان وجامع الكاتب بالمحبوبين وجامع القصابين بقلالة وهو ممن ضربوا في ميدانالسياسة بسهم فكان عضوا في الحزب الدستوري القديم الذي أسسهالثعالبي سنة 1920 م وآان انخراطه سنة 1921 م/ 1340 ه حسب بطاقةاشتراآه الحاملة لرقم 342 والصادرة عن مرآز تونس بإمضاء أمين المالحمودة المستيري والكاتب العام أحمد الصافي.آان الشيخ سعيد بن تعاريت محبا للمطالعة مدمنا عليها يطالع مايمكن أن تصل إليه يداه من آتب ومجلات وصحف. فكان آثيرا التردد علىالمكتبات العمومية آمكتبة الخلدونية ومكتبة العبدلية ولا تقتصر مطالعتهعلى العلوم الدينية والأدبية بل آانت تشمل آذلك العلوم الصحيحة آالعلومالطبيعية والعلوم الإنسانية وعلم الجيولوجيا والفلسفة وعلم الاجتماع وعلمالاقتصاد السياسي وعلم الأخلاق والتربية. ونتيجة لتنوع مصادر ثقافتهوإطلاعه على معارف عصره وتأثره الكبير بالحرآة الإصلاحية تبلورت لديهمجموعة من الأفكار تكون مبادئ أساسية لتحقيق نهضة الإسلاموالمسلمين. ويظهر ذلك في آتابه "المسلك المحمود في معرفة الردود"ويمكن تلخيص الخطوط العريضة لفكره الإصلاحي في:- دعوة المسلمين إلى الإتحاد ونبذ الشقاق- تنقية الإسلام مما علق به من بدع وأوهام- تحرير العقل من قيود التقليد والجمود والتعصب- الإقبال على العلوم العصرية.وآان يشارك في جميع السهرات الدينية والسياسية يلقي الدروسوالمسامرات في الجماهير الشعبية لا يهاب المستعمر. عاش آريما عزيزا يردبقلمه ولسانه على آل منحرف ألف آتابا سماه المسلك المحمود في معرفةالردود( 258 ) بعد مناظرات مع بعض علماء طرابلس وغريان بالزاوية السنوسيةخاصة والمطالع لمؤلفاته يدرك سعة إطلاعه وقوة حجته لإقناع خصمه.حررتهذه الترجمة المختصرة إعتمادا على ما سمعته من والدي المرحوم الحاج أمحمد بن يوسف الباروني. توفي الشيخ سعيد بن تعاريت ليلة الخميس في13 أوت سنة 1936 م/ 1356 ه.
الشيخ سعيد بن تعاريت