

مساجد جزيرة جربة
و علمائها
(جامع واد الزبيب (ولحي
هو ثالث مدرسة علمية هامة، بنيت في جربة في بداية القرن الثامن هجري و 14 م بعد مدرسةأبي مسور وغار مجماج، يوجد بحومة جعبيرة. اشترك في بنائه أهل البر والاحسان وأشرفعلى الأشغال الشيخ محمد بن أحمد الصدغياني، وبني الجامع من أجل الشيخ يعيش بنموسى الزواغي الجربي، المتوفي سنة 750 ه/ 1349 1350 وهو قريب جدا من مسكنه بحومةافيصل وهو أول المدرسين به. بالجامع رواق ومطبخ وخمسة مواجل وبيت الصلاة، بهامحرابان، طوله 20 م على 10 م به نقوش بالسقف، فيه بابان شرقي وغربي، صومعته شماليةشرقية، انهارت في بداية الثمانينات، الرواق كبير جدا وحديث، وقع تجديده في القرن 12 ه،به غار شمال بيت الصلاة وبه قوسان. أهم من درسّ به الشيخ يعيش في القرن 8ه وأبو القاسمالبرادي صاحب الجواهر وعبد اللهّ أبو أحمد البرادي في القرن 10 ه وعبد الرحمان الجيلانيفي القرن 10 ه. وقد لعب هذا المسجد ادوارا متعددة في خدمة المجتمع الجربي خاصة علىالصعيدين العلمي والاجتماعي، إذ كان يمثل الحلقة الأولى والانطلاقة الفعلية للحركةالعلمية التي تركزت أسسها بين جدران الجامع الكبير بالحشان. كما لم تقصر مهمة هذاالمعلم على احتضان هذه الحركة، بل تحول إلى مركز اشعاع جديد ما لبث أن كونّ أجيالامن المثقفين، نجد اثارهم في مختلف جهات الجزيرة، فانتشرت المدارس وشيدّت المساجدفي شكل شبكة متوازنة ومتكاملة. أما من الناحية المعمارية، فإن مكانة جامع »ولحي « لا تقلقيمة، لأن حركة تشييد المساجد التي عرفتها الجزيرة بصفة مكثفة بداية من القرن 8ه/14 م وانطلقت هي أيضا بصفة فعلية من جامع و «لحي « حيث قطب المجتمع الجربي ومركزالقرار فيه، لذلك كانت هندسته تتميز بخاصيات يكاد ينفرد بها، وبجمالية تدل على مهارةالصنع وبراعة الصانع، خاصة عندما تتمعنّ في الكيفية التي استعملها المصممّون للمسجدفي الربط بين الجمالية والوظيفة وهي ظاهرة تجدها منتشرة في كامل (أنحاء الجزيرة).