top of page

لقد اهتم نظام العزابة بالعلم ويرى أنه فريضة على كل مسلم و مسلمة لذا آان اهتمامه به عظيما فأنشأ مدراس في كامل الجزيرة بلغت عشرين مدرسة. ويشترط في دخولها حفظ القرآن الكريم حفظا جيدا مع السيرة الحسنة. يقول ابن تعاريت ( 274 ) "عقيدة التوحيد المعروفة بالعقيدة يبتدئون بها في تعليم التلاميذ لمن أراد منهم أن يستمر في قراءة التوحيد و الفقه في جربة."وآتاب العقيدة هو متن في أصول الدين به مائتا سطر منسوب إلى العلامة الشيخ أبي حفص عمر بن جميع الذي تولى إبداله من لسان البربرية إلى لسان العربية وهو المعتمد آذلك في مدارس نفوسة ومدارس وادي ميزاب وتشتمل عقيدة التوحيد على ما لا يسع الناس جهله من مسائل التوحيد والتاريخ ومهمات المسائل التي يجب أن يتعلمها آل مبتدئ حتى يكون آخذا بقسط من مسائل الدين ومن الكتب المعتمدة في الفقه نذكر ديوان العزابة وشرح القصيدة الحائية للشيخ أبي نصر فتح بن نوح الملوشائي وهو من علماء جبل نفوسة في النصف الأول من القرن السابع ه/الثالث عشر م.أما في أصول الفقه فيدرس الطلبة آتاب العدل والإنصاف للشيخ أبييعقوب يوسف بن إبراهيم الورجلاني وفي أصول الدين يدرّس آتاب التحف- للشيخ أبي الربيع سليمان بن يخلف المزاتي المتوفي سنة 471 ه/ 1078 1079 م ومتن النونية لأبي نصر الملوشائي.واهتمت المدارس العلمية المنتشرة بالجزيرة بدراسة النحو واللغةوعلم الديانات ويذكر الشيخ عمر بن سعيد بن محمد بن زآرياء في رسالة وجهها إلى الإمام بليعرب بن سلطان ابن يوسف بن مالك إمام عمانومعهم من مدارس العلم ما  يزيد على العشرين كل يعلم قدر علمه: منهم من اقتصر على النحو واللغةوعلم الديانات ومنهم من تبحر في النحو واللغة والصرف والحساب والفروض الشرعية والعروض الشعرية وغيرها..."وبالنسبة لتنظيم أوقات الدراسة يذآر الأستاذ فرحات الجعبيري( 275 ):"لمأعثر على وثيقة تتحدث عن هذا التنظيم بجربة، لكن وجدت وثيقة في آتاب السير فصلت الحديث في هذا الموضوع عن أحد علماء جبل نفوسة والشبهبين الموطنين آبير... هذا النظام قد طبقه الشيخ أبو زآرياء يحي بن زآرياء1470 م وهو بمثابة جدول أوقات - النفوسي المتوفي سنة 874 ه/ 1469العمل:

جدول أوقات الدروس الصيفية

تنطلق من صلاة الصبح إلى طلوع الشمس وتخصص لقراءة القرآن الكريمجماعيا ثم من الشروق إلى الضحى مطالعة بعدها استراحة قصيرة وصلاةالنافلة. ومن بعد صلاة الضحى إلى الغداء آتابة القرآن على الألواح وتصحيحهاوحفظها ثم حصة في علم الحساب والفرائض تعقبها حصة استراحة حتىصلاة الظهر تستأنف بعدها دروس الفقه والأصول حتى صلاة العصر التيتعقبها استراحة حتى صلاة المغرب. أما الفترة ما بين صلاة المغرب والعشاء فهي مخصصة لختمة القرآن وقد يرجع بعض الطلبة بعد صلاة العشاء للنظرفي الفرائض أو غيرها ثم النوم. 

جدول أوقات الدروس الشتوية

فهي تخضع لنفس النظام عدا بعض التغيير الطفيف حيث يتم تفسيرالقرآن الكريم من شروق الشمس إلى الضحى وتكون دروس ما بعد العشاءفي التفسير.على هذه الوتيرة يقضي الطالب عدة سنوات يغترف من مناهل العلمليتأهل للتدريس أو القضاء أو الإشهاد. إلى جانب هذا البرنامج التعليميتنظم المدارس رحلات لفائدة الطلبة في نطاق التبادل بينها لتدعيم الروابطوالاستفادة من الخبرات آل ذلك تحت مراقبة العرفاء الذين يتولون تربية الطلبةومحاسبتهم وتوجيههم الوجهة الصحيحة. ولتأطير هؤلاء الطلبة يقع اختيارالمدرسين من طرف هيئة العزابة ويكون المدرسون عادة من آبار الطلبةالنجباء المتخرجين من نفس المدرسة أو غيرها. وقد يضطرون إلى استجلاببعض المدرسين من مواطن الإباضية وهو ما حصل للشيخ إسماعيلالجيطالي في القرن الثّامن ه/ الرابع عشر م، والشيخ سعيد بن عيسىالباروني في القرن 13 ه/ 19 م حيث استدعيا من جبل نفوسة وللشيخيوسف المصعبي في القرن الثاني عشر ه/الثامن عشر م حيث استدعيمن وادي ميزاب للتدريس في الجامع الكبير بالحشان.تتولى هذه المدارس العلمية الإنفاق على الطلبة والمدرسين من( أموال الأوقاف المحبسة عليها. لقد آانت لمساجد الجزيرة أوقاف طائلة( 276تشتمل على أشجار الزيتون والنخيل والعقارات آأفران الخبز والحماماتوالفنادق والدآاآين. وآان لكل مسجد وآيل أوقاف يتولى الصيانة والإنفاقعلى مصالح الجامع أو الجماعة التي خصص لها الوقف من إطعام الطلبةوأجرة المؤذن وإمام الصلاة وإطعام الغرباء وخاصة في شهر رمضان المعظم.حدثني الوالد الشيخ أمحمد بن يوسف الباروني رحمه الله أنه لما آانطالبا بالجامع الكبير يتولى المؤدب توزيع التمر على الطلبة بعد حفظ الألواحآما يتولى وآيل الجامع الكبير من أولاد أبي مسور تدبير أمر الطلبة الغرباءوتوزيع مقادير من الزيت والنقود عليهم في آل شهر.وقد عثرت على وثيقة بخط جدي الشيخ يوسف بن علي البارونيالمدرس بالجامع الكبير ذآر فيها أسماء الطلبة وبعض العائلات التي توزععليها الزآاة والصدقات من أموال الأغنياء.ويروي سلامة الجناوني عن شيخه يونس بن تعاريت (القرن العاشره - السادس عشر م) في شأن الأوقاف ما يلي: "وقال لنا فيما تأآل الطلبةمن مال المسجد، أما التمر والعنب فجائز وأما الزيت فأنهم يأخذون منه مايحتاجون إليه وهو ما يراه أهل الصلاح."بقي أن نشير إلى أن المدرسين الأثرياء منهم يعيشون على نفقاتهمالخاصة أما الفقراء فانهم يعتمدون على ما يخصص لهم من الأوقاف وعلىإحسان المحسنين.

© 2023 by SPRING COLLECTION. 

bottom of page