top of page

جامع فضلون بجربة : إباضي المنشإ وتحول الى المالكية في فترة متأخرة

هو معلم ريفي على أطراف خزرون بالشمال الشرقي لجزيرة جربة غير بعيد عن الموقع الاثري »هنشير بورقو «. يتعلق الامر بجامع إباضي في الاصل، تحول الى المالكية في فترة متأخرة. يقر الدارسون انطلاقا من مقارنة المعطيات الهندسية لمجموعة من الجوامع المتشابهة أن تاريخ هذا الجامع يعود الى القرن الثامن للهجرة الموافق للقرن الرابع عشرللميلاد. ويتكونّ المعلم من الوحدات التالية:

* قاعة صلاة أو بالاحرى مسجد (يطلق الجامع في جربة على بيت الصلاة وما يجاورها من ملحقات في حين يطلق المسجد على بيت الصلاة فحسب) يتوسط ساحة مبلطّة بملاط جيري ويحيط بها سور. * ملحقات داخلية تضم قاعة رئيسية (كانت تحتضن الكتاّب قبل أن تتحولّ في فترة متأخرة الى القاعة الموجودة بالطرف الشرقي من الواجهة الجنوبية للمعلم) وبجوارها من الشمال والجنوب غرفتان صغيرتان إحداهما للاقامة والثانية لتخزين المؤونة. * ملحقات خارجية تتكونّ من ميضاةوكتاّب من الناحية الجنوبية الشرقية ومخبزة وطاحونة، من الناحية الجنوبية الشرقيةومخبزة وطاحونة، من الناحية الشرقية الشمالية.

* هندسة رائعة يبدو الجامع عمومامحافظا على هيئته الاصلية، أما الملحقات فهي نتيجة لتطورات متلاحقة وفي ارتباط بوظائف متعددة كان المعلم يقوم بها. وهكذا فالكتاّب يبرز أن الجامع كان يضطلع بوظيفة تعليمية أما الطاحونة والمخبزة وهما من إحداثات القرن 19 ، فإنهما يبينّان أن المعلم كانت له قاعدة اقتصادية للايفاء بما يقتضيه تصريف شؤونه المختلفة من مصاريف. وفوق هذهالابعاد فإن معمار المعلم يتضمن ملامح دفاعية لا تخفى. فهذا الجامع ينتمي الى سلسلة من الجوامع التي لا تبعد كثيرا على ساحل البحر وتكون خطا دفاعيا ثانيا يدعم ما تقوم بهنقاط المراقبة الامامية الموجودة على ساحل البحر من حصون ومزارات وأبراج. أما بيت الصلاة فهي قاعة مربعة تقريبا ( 7.5x7.2 م) مسقوفة بتسعة أقبية متقاطعة تحملها بائكتان موازيتان للجدار الجنوبي الشرقي المتجه للقبلة، تتألف الواحدة منهما من ثلاثة عقودنصف دائرية ويتكون كل عقد من فقرات من الحجارة المهندمة وترتكز العقود على أعمدة قدت هي أيضا من الحجارة المهندمة. وفي محور جدار القبلة محراب على هيئة مشكاة بسيطة مؤطرة بقوس صغير من الحجارة المهندمة ويحاذي المحراب منبر مبني من ثلاث درجات.

© 2023 by SPRING COLLECTION. 

bottom of page